31/07/2021 - 00:00

الهجوم على "ميرسير ستريت" | تقديرات: طهران تقف وراءه.. و"سيصعب على إسرائيل التجاهُل"

تُشير تقديرات مسؤولين أمنيين إسرائيليين، إلى أنّ طهران تقف وراء الهجوم الذي استهدف السفينة "ميرسير ستريت" قبالة شواطئ عمان، فيما أفادت مصادر إسرائيلية بأن طائرة بدون طيار، استهدف السفينة، وتسبّبت بمقتل اثنين من طاقمها.

الهجوم على

القوات البحرية الأميركية ترافق السفينة (أ ف ب)

تُشير تقديرات مسؤولين أمنيين إسرائيليين، إلى أنّ طهران تقف وراء الهجوم الذي استهدف السفينة "ميرسير ستريت" قبالة شواطئ عمان، كما أفادت مصادر إسرائيلية بأن طائرة بدون طيار، استهدف السفينة، وتسبّبت بمقتل اثنين من طاقمها. كما عقد وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، مشاورات أمنيّة، بشأن الهجوم.

واتّهم مسؤول إسرائيليّ رفيع المستوى، طهران، بالوقوف وراء الهجوم، إذ قال: "وقع هجوم إرهابي إيراني، وقتل شخصان بريئان. هناك ضرر للشحن الدولي"، إثر ذلك، بحسب ما كتب المراسل العسكريّ للقناة العاشرة الإسرائيلية، أور هيلر، في تغريدة نشرها عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مساء اليوم الجمعة.

وأعلنت شركة "زودياك" بملكية رجل الأعمال الإسرائيلي أيال عوفر، بعد ظهر اليوم، أن بحارين، بريطاني وروماني، قتلا في الهجوم الذي استهدف السفينة التي تعود ملكيتها لليابان.

وفي هذا الصدد، أوضح المسؤول الإسرائيليّ، أنّ "الروماني المقتول هو قبطان السفينة". كما أشار إلى أنّ "البريطاني المقتول هو حارس أمن". وأضاف المسؤول، بحسب التغريدة ذاتها، أن "الإيرانيين هاجموا هيكل السفينة بطائرة بدون طيار".

ونقلت هيئة البث الرسميّة ("كان 11") عن مصدر دبلوماسيّ، القول: "إيران تزرع العنف والدمار في كلّ ركن من أركان المنطقة، والحملة ضدهم ستستمرّ".

وأضاف المصدر نفسه: "حرصًا على مهاجمة هدف إسرائيلي، قام الإيرانيون بتعقيد وتجريم أنفسهم بقتل مدنيين أجانب"

ولفت إلى أنّ "الهجوم الإيراني يأتي قبل أيام فقط من تنصيب الرئيس (الإيراني) الجديد، (إبراهيم) رئيسي الموالي للمرشد الأعلى في إيران".

واعتبر المصدر الدبلوماسيّ، أنّه إثر الهجوم "تُنزَع الأقنعة، ولا يمكن التظاهر بعدم معرفة طبيعة النظام الإيراني".

السفينة التي استُهدفِت بوقت سابق (أ ب)

وقال إنّ "إيران ليست مشكلة إسرائيل فقط، إنها مشكلة عالمية، وسلوكها يهدد الشحن والتجارة العالمية".

وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكترونيّ "واينت"، نقلا عن مصدر إسرائيليّ، القول، إنّ "إسرائيل ستواجه صعوبة في تجاهل الهجوم الإيراني على السفينة في خليج عمان".

وأوضحت الصحيفة أنّ الفهم الإسرائيليّ الحاليّ، هو أن "إيران هاجمت السفينة... مرتين"، مُشيرة إلى أنّ "الهجوم الأول لم يتسبب في أي أضرار، لكن الهجوم الثاني الذي وقع بعد ساعات، ألحق أضرارًا بجسر القيادة الذي كان الطاقم يقف عليه، مما أسفر عن مقتل شخصين".

بدورها، قالت الشركة: "إنه باستثناء اثنين من أفراد الطاقم اللذين قُتلا، لم تُسجّل أي خسائر أخرى"، مُشيرة إلى أنّ "تفاصيل الحدث لا تزال قيد التحقيق".

وأضافت أن "السفينة تحت سيطرة الطاقم"، موضحة أنّها "تبحر برفقة القوات البحرية الأميركية إلى مكان آمن"، دون إيراد مزيد من التفاصيل بشأن المكان الذي اتّجهت إليه.

وذكرت "يديعوت أحرونوت" في وقت سابق الجمعة، أنّ "مسؤولين أمنيين في إسرائيل يقدّرون أن إيران مسؤولة عن الهجوم".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول لم تسمّه القول، إنه "لا يوجد تناظر بين إسرائيل وإيران ، ولا ينبغي تقديم هذا على أنه شيء متماثل، فما فعله الإيرانيون عمل إرهابي إجراميّ، ونحن لا نرتكب أعمالا إرهابية، وأفعالنا تتماشى مع جميع القواعد وضد الإرهابيين"، على حدّ زعمه.

وبحسب المصدر فإن "الإيرانيين تحركوا ضد سفينة تحمل علما أجنبيًّا تملكها شركة يابانية وقتلوا مدنيين أبرياء، ولا علاقة لإسرائيل هنا".

وأضاف المصدر: "هي شركة تديرها بريطانيا وتعمل تحت إدارة الشحن البريطانية، وهناك ملكية إسرائيلية جزئية على الأغلب" للسفينة.

وتابع: "لا يوجد توازن هنا. يريدون (فرض) قواعد الإرهابيين وإلحاق الأذى بالمدنيين الأبرياء"، مضيفا أنّ ضلك "يظهر ضعفهم الكبير وليس قوتهم"، بحسب ما يرى.

وأضاف المصدر أن "الإيرانيين لا يعرفون كيف يكونون انتقائيين"، مشيرا إلى أنّ الإيرانيين، استهدفوا سفنا "لا علاقة لها بإسرائيل".

وفي هذا الصدد قال المصدر: "هذه السفينة غير مرتبطة بمدير الشحن الإسرائيلي، وليس لها علم وليس بها بضائع إسرائيلية، كما أنها لم تكن في طريقها من وإلى إسرائيل".

وذكر أن مهاجمة السفينة "عمل إرهابي ضد هدف مدنيّ"، موضحا أن "السفينة غير مسلحة"، ومشيرا إلى "قتل أوروبيين أبرياء".

وقال المصدر إن "الإيرانيين، بمعلوماتهم الاستخباراتية الجزئية، يقومون بأعمال إرهابية. وهم الآن متورطون مع الرومانيين والبريطانيين".

بدورها، نقلت هيئة البث الرسميّة ("كان 11")، مساء اليوم، عن دبلوماسي غربيّ، لم تسمّه القول، إنّ "الافتراض العمليّ هو أن إيران تقف وراء الهجوم".

كما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مسؤول عسكري أميركيّ قوله، إنّ "الناقلة التي تشغلها شركة إسرائيلية، تعرضت على الأرجح لحجوم بطائرة مسيّرة".

ردّ إيرانيّ على قصف إسرائيليّ بسورية؟

ونقلت قناة "العالم" التلفزيونية الإيرانية، عن مصادر وصفتها بالمطلعة في المنطقة، قولها إنّ الهجوم، "جاء ردا على هجوم إسرائيلي على مطار الضبعة في منطقة القصير بسورية"، أوقع قتيلين بحسب ما ذكرت القناة.

وكان النظام السوري قد أعلن الأسبوع الماضي أن صواريخ إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في منطقة القصير في محافظة حمص في وسط البلاد، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الضربات الإسرائيلية طالت مواقع عسكرية تابعة لحزب الله اللبناني.

والجمعة أوردت وكالة الأنباء العمانية نقلا عن مصدر مسؤول في "مركز الأمن البحري" العماني قوله، إن الهيئة "تلقت معلومات حول تعرض ناقلة بحرية للمشتقات... ترفع علم جمهورية ليبيريا لحادث خارج المياه الإقليمية العمانية".

وتابع المصدر: "فور تلقي المعلومات، قام المركز على الفور باتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الجهات العسكرية والأمنية والمدنية للتعامل مع الموقف، حيث سيّر سلاح الجو السلطاني العماني طلعات جوية على الموقع، كما قامت البحرية السُّلطانية العمانية بتسيير سفينة إليه".

وأضاف أن النتائج الميدانية أكدت أن "الحادث وقع بالفعل خارج البحر الإقليمي العماني، كما أنه عند التواصل مع ملاك السفينة والطاقم أفادوا بأن السفينة ستواصل الإبحار إلى جهتها دون الحاجة إلى مساعدة".

وتشغّل السفينة شركة "زودياك ماريتايم" المملوكة من رجل الأعمال الاسرائيلي إيال عوفر، الذي يحتل المرتبة 197 على قائمة أثرياء العالم، وفق تصنيف فوربس، بثروة تقدّر بـ 11,3 مليار دولار.

وقال محللو مجموعة "درياد غلوبال" المتخصصة في الأمن البحري ومقرها لندن، إن الهجوم "يُعد الآن بمثابة الهجوم الخامس على سفينة ذات صلة بإسرائيل"، متحدّثين عن "أعمال انتقامية" جديدة في "حرب الظل القائمة بين القوتين".

واعتبرت المجموعة أن مقتل فردين من طاقم السفينة يشكل "تصعيدا هاما في الأحداث"، منبّهة عملاءها إلى أن المخاطر التي قد تواجهها السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل وإيران في ممر الخليج راهنا إلى "ازدياد".

وفي وقت سابق الجمعة، قال الجيش البريطاني إن سفينة تجارية مملوكة لإسرائيلي تعرضت لهجوم قبالة سواحل عمان في بحر العرب ، ولم يقدم سوى القليل من التفاصيل الأخرى حول الحادث. ولم يعترف المسؤولون الإسرائيليون على الفور بالحادث ، لكنه يأتي وسط توترات متصاعدة بين إسرائيل وإيران، واستمرار توقف المفاوضات حول الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية.

من جانبها، أعلنت شركة السفن "زودياك"، التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي أيال عوفر، أن السفينة المستهدفة قرب عمان هي "مرسر ستريت"، وهي بملكية يابانية وتديرها "زودياك".

واستُهدفت سفن إسرائيلية أخرى في الأشهر الأخيرة أيضًا، وسط حرب الظل بين البلدين، واتهم مسؤولون إسرائيليون إيران في هذه الهجمات.

وقال بيان أولي مقتضب صادر عن عمليات التجارة البحرية البريطانية التابعة للجيش البريطاني، إن التحقيق جار في الحادث، الذي وصفته بأنه حدث في وقت متأخر من ليلة الخميس شمال شرق جزيرة مصيرة العمانية. ويقع الموقع على بعد 300 كيلومتر جنوب شرق العاصمة العمانية مسقط.

ولم يخض البيان في تفاصيل أخرى ليقول إنه يشتبه في أن الهجوم لم يتضمن قرصنة. وفي وقت سابق من أمس، وقالت عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تحقق في حادث آخر غير مبرر في المنطقة نفسها، لكنها لم تخض في مزيد من التفاصيل.

وحددت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم، جنسية أصحاب السفينة، لكنها لم تقدم مزيدًا من التفاصيل.

ولم تعترف عمان على الفور بالهجوم ولم يرد المسؤولون هناك على طلبات للتعليق. ولم يرد الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، الذي يقوم بدوريات في الشرق الأوسط، على الفور على طلب للتعليق.

التعليقات